رحلة أم .. رسالة حياة 💖👶🏻
Eastern Province|Jeddah|Riyadh
في يوم المرأة العالمي، نسلط الضوء على قصص ملهمة لنساء أحدثن فرقًا في مجتمعاتهن.
اليوم، نشارككم قصة د. مروة حسونة، الطبيبة السعودية المتخصصة في الصحة العامة والطب الوقائي، ومرشدة الرضاعة الطبيعية، التي حولت تجربتها الشخصية كأم إلى منصة مبتكرة تدعم الأمهات خلال رحلة النفاس.
من خلال “نفاس”، استطاعت د. مروة أن تجمع بين الصحة، الراحة، والدعم الاجتماعي لتسهيل تجربة الأمومة. في هذه المقابلة، نكتشف رحلتها، التحديات التي واجهتها، ورؤيتها لمستقبل دعم الأمهات في المملكة.
نود التعرف عليكِ أكثر، من هي الدكتورة مروة حسونة؟ وكيف كانت رحلتكِ قبل تأسيس “نفاس”؟
أنا مروة حسونة، طبيبة سعودية متخصصة في الصحة العامة والطب الوقائي، ومرشدة رضاعة طبيعية، وأم. أعمل كعضو هيئة تدريس في كلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض منذ عام 2015. قبل تأسيس “نفاس”، كنت أقدم استشارات رضاعة طبيعية بشكل تطوعي عبر رقمي الخاص وحسابي في تويتر، بهدف دعم الأمهات وتقديم المساعدة لهن في هذه المرحلة المهمة من حياتهن.
ما الدافع الأساسي الذي ألهمكِ لإنشاء موقع “نفاس”؟ وهل كان هناك موقف أو تجربة شخصية أثرت على قراركِ؟
عندما أصبحت أمًا لأول مرة قبل ثماني سنوات أثناء فترة ابتعاثي خارج المملكة، واجهت صعوبات صحية، اجتماعية، ونفسية خلال فترة النفاس. كنت بحاجة إلى متخصصين لمساعدتي في تخطي هذه التحديات، وهناك تعرفت على خدمات صحة الأم والطفل التي لم تكن متوفرة بالمملكة حينها. هذه التجربة زادت من إدراكي لمدى حاجة الأمهات، خاصة لأول مرة، إلى رعاية شاملة للوصول إلى العافية. بعد عودتي، وحصولي على شهادة مرشدة رضاعة طبيعية، بدأت بتقديم استشارات للأمهات، مما ساعدني على فهم احتياجاتهن بشكل أعمق.
ما هي القيم والمبادئ التي حرصتِ على ترسيخها في “نفاس”؟
– العناية الشاملة
– الراحة والسهولة
– التقدير والتفهم
– الدعم الشخصي
– الابتكار والتميز
– المجتمع والدعم الاجتماعي
ما أبرز التحديات التي تواجهها الأمهات بعد الولادة، وكيف يساعد “نفاس” في تخفيفها؟
تعاني الأمهات من تفرق الخدمات الصحية والاجتماعية التي يحتجنها بعد الولادة. فمثلًا، للحصول على استشارة رضاعة، عليهن البحث في منصة معينة، ولإجراء تطعيمات الرضيع يذهبن إلى المركز الصحي، بينما المتابعة الطبية بعد الولادة تتم في المستشفى.
“نفاس” يجمع كل هذه الخدمات في مكان واحد، ويوفر للأمهات راحة جسدية ونفسية من خلال خدمات منزلية مثل الرعاية الصحية المنزلية وجليسات الأطفال، إضافة إلى خدمات الطب الاتصالي التي تسهل الوصول إلى المتخصصين عن بُعد.
ما هي أبرز الخدمات التي يقدمها “نفاس”، وكيف كان صداها لدى الأمهات؟
“نفاس” يقدم خدمات متعددة تشمل:
1. الطب الاتصالي: استشارات مع أخصائيين صحيين عبر التطبيق.
2. الخدمات الصحية المنزلية: مثل تغيير الجروح وتطعيمات الأطفال في المنزل.
3. المتجر: يشمل خدمات مثل جليسات الأطفال وتجهيزات استقبال المواليد، بالإضافة إلى منتجات مثل ملابس الأطفال ومستلزمات الرضاعة.
3. المحتوى التثقيفي الصحي: من خلال مدونة “نفاس”، بودكاست، وحاسبات للحمل والإباضة.
كيف انعكس فهمكِ لاحتياجات الأمهات على تصميم خدمات “نفاس”؟
راحة الأم وسهولة وصولها للخدمات كانت المحور الأساسي لعملنا. نحن في تواصل دائم مع الأمهات لاختبار وتحسين مختلف جوانب المنصة بناءً على ملاحظاتهن.
كيف يساعد “نفاس” في بناء مجتمع أكثر دعمًا للأمهات الجدد؟
الدعم المجتمعي يتطلب تكاتف القطاعات المختلفة، سواء كانت ربحية أو غير ربحية، بالإضافة إلى المؤسسات الحكومية والأفراد. “نفاس” هو جزء من هذا النسيج المتكامل الذي يهدف لدعم الأمهات الجدد وتمكينهن.
ما هي الرسالة التي تودين توجيهها حول أهمية دعم الأمهات في فترة النفاس؟
الدعم ليس مسؤولية النساء فقط، بل المجتمع بأسره. سواء كنتِ زميلة عمل، جارة، أو حتى مديرًا لموظفة جديدة، يمكن لكل فرد أن يساهم في تحسين تجربة الأم النفساء. حتى أبسط التصرفات، مثل كلمة طيبة أو تقديم وجبة جاهزة، تترك أثرًا كبيرًا.
ما أبرز التحديات التي واجهتكِ خلال تأسيس “نفاس”، وكيف تجاوزتها؟
“نفاس” هو نموذج ريادة أعمال جديد في المملكة، وهو أول منصة تجمع بين الخدمات الصحية والتجارية للأم تحت مظلة واحدة. لم يكن هناك دليل مرجعي يمكن الرجوع إليه، لذلك خضنا الكثير من التجارب، ومررنا بتحديات وأخطاء، لكن كل ذلك كان جزءًا من رحلة التعلم والنمو.
كيف ترين تأثير “نفاس” على المجتمع، خاصةً الأمهات وأطفالهن؟
رؤيتنا في “نفاس” هي أن نساهم في خلق مجتمع من الأمهات السعيدات اللواتي يتمتعن بعافية شاملة تشمل الجسد، العقل، والنفس.
ما هي رؤيتكِ المستقبلية لـ “نفاس”؟
لا أستطيع الإفصاح عن كل التفاصيل، ولكن بشكل عام، نعمل على تحقيق كل ما قد تحتاجه الأمهات من خدمات ومنتجات، ونسعى لتطوير المنصة بشكل مستمر.
بمناسبة يوم المرأة العالمي، ما هي رسالتكِ لكل امرأة تسعى لصنع فرق في حياة الأخريات؟
أحيي كل امرأة تذلل الصعاب لدعم غيرها. المرأة هي الأقرب لفهم احتياجات النساء الأخريات، ونحن بحاجة إلى مزيد من المشاريع والمبادرات التي تعزز هذا الدعم المتبادل.
ما النصيحة التي تقدمينها للنساء اللواتي يرغبن في بدء مشاريع تخدم المجتمع؟
ابدئي الآن! لا تنتظري اللحظة المثالية.
تعلمي أساسيات ريادة الأعمال، لكن كوني واقعية حول حدود معرفتك.
ابحثي عن شريك يمتلك خبرة تجارية إن لزم الأمر.
د. مروة حسونة لم تكتفِ بدورها كطبيبة وأم، بل صنعت فرقًا ملموسًا في حياة الأمهات من خلال “نفاس”. هذه المنصة ليست مجرد مشروع، بل رسالة دعم واحتواء لكل أم تحتاج إلى رعاية متكاملة.
في يوم المرأة العالمي، نحتفي بنساء مثل د. مروة، اللواتي يسعين لتمكين غيرهن وصنع التغيير الحقيقي. 💜